المُجْتَمَع والسُلطَة الأبَوِيَة

SoltaAboya.jpg

مجتمع تحول إلى أنقاض فأصبح رفيق العدم بسبب العادات والتقاليد المتبعة فيه, فعندما وصف الفيلسوف الألمانى هيجل الشرق فى القرن التاسع عشر بقوله ” … إن أهل الشرق لا يعرفون حتى اليوم أن الإنسان حر لمجرد كونه إنساناً عاقلاً, إنهم لايعرفون إلا أن تكون الحرية لرجل واحد, ثم لا تكون حرية هذا الرجل الواحد إلا اندفاعه وراء نزواته … ” . فهنا صور الحقيقة التى يعانى منها المعظم فى كثير من الأسر المصرية وهى السلطة الأبوية المتجسدة فى الأب داخل الأسرة, ومن جانب آخر فالأسرة هى شكل مصغر للدولة فالسلطة تختذل فى يد الطاغية الأكبر الذى يخر له العبيد قياماً وقعوداً, فنحن فى مجتمعنا لانعترف بالحرية إلا لرجل واحد من كل هيئة أو جماعة أو أسرة فالكلمة النافذة تكون للرب فى بيته أو هيئته أو جماعته أو دولته, فعندما نتوغل فى صميم الأسرة المصرية نرى فى المعظم إن الأم لاشئ أو شبه لاشئ إما كل شئ والأولاد بدون شخصية لإن الأب اختذل شخصيات أولاده فى شخصيته وجعلهم بدون شخصية غير قادرين على إتخاذ قرار, ولايريد الوالد أن يعترف عن عقيدة بانه هو شئ وكل من أبنائه شئ آخر فهذه الإشكالية تنتج فى نهاية المطاف أمرين فإما فرد الأسرة بعد ذلك يكون عبد ذليل, أو ثائر ناقم على كل ذى سلطان وليست حياته فى كلتا الحالتين بالحياة السوية الهادئة السعيدة . قال الفيلسوف المصرى د/ زكى نجيب محمود ” … إنه سرعان ما تنتقل سلطة الوالد إلى سلطة الحاكم أو سلطة المستعمر أو ما إليهما, وعندئذ يسهل على الحاكم أن يستبد ويطغى, لأن هذا أو ذلك سيجد نفسه إزاء أفراد نشأوا على طاعة عمياء وهل تعجب بعد ذلك أن يضرب المثل فى الطغيان بحكام الشرق, وألا يجد المستعمرون أيسر مثالاً من بلاد الشرق ؟ إنهما وجهان لحقيقة واحدة : هى طغيان الوالد بأولاده وأبتلاع أشخاصهم فى شخصه … ” . فمجتمعنا نائم فى سبات لايريد أن يستيقظ أو أن يواكب صيرورة التطور, فإذا ثورت على هذا المجتمع العفن بعاداته وتقاليد فالنهاية حتمية إما أن تُكفر أو يتهموك بالجنون وهنا يظنون بأنهم هم الأصح وإن عقلك فسد فلا أمل , وفى المدى لكى ينهض المجتمع من سباته , يلزم ضربة سوط على كل من الآذان, والأعين, والأرجل, والأيدى, فالآذان باتت صماء, والأعين مشوشة الرؤية, والأرجل والأيدى تكاد تصاب بالشلل, فأنا لست محرراً للمجتمع كما تظنون, بل أنا موقظه من سباته !! .

عَبْدٌ

صورة

عِش كالبقرة المُكبلةُ فى السَاقيةَ
أو عِش مَسحولاً فى أوهامكَ العَاليةَ
تكدحُ وأنتَ واقف فى حُفرتِكَ النَائية.

تَنتجُ وتَصنعُ لإناس إمتلأت بطُونَها
من دِمائى ودِمائكَ ودِماء ملائِكةُ
حُفرت لها قُبورها قَبل مِيلادُهاَ.

إياك أن تَنظرُ إياك أن تَرفض
لقد خُلقتَ عَبْدٌ تَعبُدُ وتُستعبد
إياك أن تَنطقُ إياك أن تَعصيِ.

هذه الحياة كُلما تمردتُ كُلما
تَتَطلعتُ فَقَدت نفضتُ غُبار
قَبركَ الذى سَتذوق فيه المرار.

“جون دون”

صورة

ليس الإنسان جزيرة خالصة لذاتها
كل إنسان قطعة من قارة وجزء من كل
ويزيدنى موت كل إنسان نقصاً لأننى مرتبط بجنس البشر
ولذا لا ترسل لتستعلم لمن يدق الجرس
إنه يدق لك أنت

” جون دون “

هذه الصورة رسمت لجون دون قبل وفاته ببضع أشهر ووضعها فى مكتبه لكى يذكر نفسه دوماً بزوال الحياة 

” لُغتنا الجَميلة “

صورة

فى بداية الأمر لا أريد أن أعطى مقدمة وافية عن اللغة العربية أو تاريخها لإن من يقرأ هذه الكلمات فهو بدون أدنى شك يقرأ ويكتب العربية ومن يقرأ ويكتب العربية ولا يحفل ذهنه بتاريخ لغته فلا يقرأ , لا أكتب لمجرد الكتابة , أو لإجل لقمة العيش , أكتب لعرض فكرة أو إشكالية مُجتمعية أو قضية عامة أقدمها خالصة للقارئ بدون أى تجميل أو تعقيد  , يتناول الكثير من الشعب المصرى الاقاويل ذائعة الصيت بأن الاحتلال البريطانى لمصر دام لعدة عقود ولم يقدر على تغيير لغة الشعب المصرى , وهذا يتم حشو به عقول الاطفال منذ الصغر وأصبح مطلق فى عقول الكبار , وهذا حدث بالفعل نعم لم تتغير لغة الشعب المصرى ولكن تم تشويه اللغة العربية من المصريين أنفسهم فى ظل الاحتلال البريطانى , فكثير من الكلمات المتداولة الان أصلها إنجليزى إما فرنسى وبهذا تم تشويه اللغة أبشع تشويه فلا هى بعربية أو غيرها , فعندما نرجع للوراء وننظر كيف كانت تدور المحادثة كانت باللغة العربية الفصحى وليست باللغة الركيكة المتداولة الان التى ورثنها من أبائنا , فأين الفخر بعدم تغيير اللغة فلا اكتسب الشعب المصرى لغة أو سلوكيات جديدة من الاحتلال يضيفها لنفسه بدون تغيير فى الاصل ولم يبقى على لغته كما هى , ولكن قام بتشويه لغته , فأصبحت كالمسخ .

غضب السماء

صورة

وفجأة ترى نفسك بين اطلال الماضى , وإرهاصات المستقبل ..

تسير وتعدو , ولكن لاتعلم الى اين انت ذاهب ..

ماضً بائس يلاحقك , ومستقبل قادم صفحاته سوداء ..

مثلك منفى فى الظلام , وينعم بالحياة الأبدية فى الجحيم ..

هرطقة !!!

 Persecution of Heretics
هرطق وقل ماتشاء
هرطق وطر فى السماء
هرطق وسر فى الفناء
هرطق فأنها علاج لكل داء !
هرطق فالله يسمع كل بلاء.

فالرئيس يهرطق فى الهواء
وأتباعه تهلل وتقول ماء
يسيرون بعقول جرداء
مثلثهم كمثل أى مصاب ببلاء
ألا أهرطق كما أشاء !

أنا من هرطق فى كل وقت وحين
فنادونى بكبير المهووسين
فصرت آله للمجانين
فعدمت , وبقيت فى قلوب المحبين
ورفعت لى رايات فى أراضى المهرطقين
وساروا يهرطقوا مثلى فى كل وقتاً وحين !

فسر كالجنود الأولين
وهرطق اليوم وكل حين
فالهرطقة هى مناص للمشنوقين !!